توفير شجر الغاف للبيع في مناطق مختلفة واجبنا
الأشجار والنباتات ككل هي رئة العالم، وهي المصدر الرئيسي للأكسجين على وجه الأرض، وبفضلها يتحقق التوازن وتزدهر الحياة على هذا الكوكب. لذلك مقالنا اليوم يتضمن شجرة ونوع من بين الأنواع التي قد تصبح مهددة بالإنقراض في أوقات قادمة، ومنه وجب علينا التنبيه من أجل المساهمة في منع ذلك، حيث سنتطرق اليوم إلى معلومات عن شجرة الغاف من أصل وخصائص وغيرها .
ما هو الغاف ؟
شجرة الغاف أو ال Prosopis باللغة اللاتينية من الأشجار النادرة جدا التي تنتمي إلى الفصيلة البقولية من رتبة الفوليات، حيث تتراوح مدة عمرها بين الثمانين 80 وال 150 سنة .
تتواجد الشجرة في مناطق عديدة من العالم مثل الإمارات، وخاصة في دبي ومناطق من الصحراء العربية وكذلك في بعض الدول اللاتينية مثل الشيلي والبيرو، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل أفغانستان باكستان والهند. وقد كانت ولازالت مصدر إلهام للسكان في الهند، اذ انبثقت العديد من المنظمات التي تدافع على البيئة انطلاقا من الحفاظ على هذه الأشجار .
الشجرة تعتبر شجرة مباركة في الهند اعتمادا على العديد من القصص والأساطير التي تزخر بها الثقافة الهندية، وكمثال على ذلك وهو من أكبر الحركات المدافعة على البيئة وخاصة هذه الشجرة، حدث في سنة 1730 حيث وهبت أم نفسها مع بناتها بهجو ، راتني وأسو الذين وهبو أنفسهم كذلك للدفاع عن هذه الأشجار من القطع وكان ذلك بسبب أمر المهراجا الحاكم في ذلك الوقت بقطعها لاستخدام حطبها في تشييد وبناء قصره، والتي على إثرها خرج الناس للإحتجاج رغم المجازر والرؤوس التي تم قطعها وهم يعانقون الأشجار دفاعا عن معتقداتهم الدينية، التي كانوا يدافعون عنها وزعموا أن ذلك من المقدسات وقطعها هو تعد لها . وعلى أثر هذه الحادثة ظهرت حركات مناهضة لقطع الأشجار وشجرة الغاف خاصة ومنها حركة تشيبكو .
أصل شجرة الغاف
نظرا لكون شجرة الغاف أو نبات البرسوبس كما يطلق عليه البعض انطلاقا من الترجمة المباشرة للكلمة اللاتينية Prosopis(الاسم العلمي) من الأشجار النادرة، فقد اختلف في مكان تواجدها أول مرة إذ يعتقد أنها من أصول أمريكية لاتينية حسب بعض الباحثين الذين درسوا خصائص المنطقة، ولحد الآن مازالت هنالك أنواع كثيرة تنمو في مناطق مثل البيرو والشيلي والمكسيك .
بعض البحوث أشارت إلى أن أغلب الأنواع التي وجدت في افريقيا و آسيا كان أصلها أمريكا الجنوبية، بحيث أن عددا من هذه الأنواع تأكد وجوده في تلك المنطقة إلى جانب أنواع أخرى متوفرة هنالك، ولا توجد في بقية المناطق سواء في افريقيا أو آسيا حيث قدر عددها ب 9 أنواع في أمريكا الشمالية و 4 في افريقيا وآسيا، أما بقية الأنواع فتم تصديرها لتلك المناطق فقط .
أبرز المناطق التي تتواجد فيها في المنطقة العربية هي الإمارات، حيث توجد محميات مخصصة لمثل هذه الأشجار فهنالك من الناس من لديهم حب للحفاظ على البيئة وهم على أتم الإستعداد للإستثمار بأموال شخصية من أجل حمايتها والإكثار منها لتجنب انقراضها .
تجدر الإشارة كذلك أن الإمارات في سنة 2019 قد جعلت من شجرة الغاف شعارا وطنيا كرمز لعام التسامح في الإمارات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدر ومكانة الشجرة في القبائل العربية قديما، إذ كانت أماكن تواجدها مقرا للتشاور بين أعيان القبائل ومكانا للإحتماء بالنسبة للسكان والحيوانات من حر الشمس لذلك فالشجرة من التراث ويجب الحفاظ على هذا الموروث .
مميزات شجرة الغاف
أشجار الغاف من بين الأشجار سريعة النمو وتتأقلم جيدا في المناطق الصحراوية، والجافة قليلة المياه، والحارة كذلك، إذ من الممكن أن يصل طولها إلى 30 مترا تقريبا، وهذا مايسمح لها أن تكون مصدرا هاما للظلال بأوراقها الكثيفة وكذلك مصدرا للظل لمختلف الحيوانات والسكان في المناطق المعزولة والحارة في الصحراء .
بالمقارنة مع الطول الكبير لنبات الغاف وبعد القيام بتحليل بسيط نجد أن طولا فارعا يستلزم تواجد جذور أكبر بكثير من الطول على السطح، ومن هنا يمكن القول أن طول جذور شجر الغاف قد تصل إلى ال50 مترا تحت السطح، إذ أنها تتوغل في الأعماق بحثا على المياه .
بذور شجرة الغاف الخليجي تكون بنية وتصل الى 4 سنتمترات طولا وهذا النوع يطلق عليه اسم Prosopis ceneraria، وهو متوفر في المنطقة العربية حيث أن شكل الأوراق والبذور يختلف من نوع لآخر، وهذا ماينتج تنوع مورفولوجي كبير .
ثمار الغاف تكون قرنية وسميكة يصل عددها إلى 12 قرنا مختلفة الأشكال والأطوال من أصفر إلى بني محمر وبأشكل متغيرة تبين اختلاف الأنواع .
بعض أنواع شجرة الغاف
- الغاف الخليجي prosopis ceneraria
- الغاف المكسيكي mesquites
- الغاف الإفريقي Prosopis africana
بعض فوائد شجرة الغاف
تعتبر شجرة الغاف مساهما رئيسا في عملية تحرير الأكسجين اللازم للجو، حيث تمتص قرابة 35 كغ يوميا من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار لتعيد إطلاقه على شكل أكسجين، كما لا يخفى أن معظم الأشجار لها ثمار تساهم في تغذية الكثير من الأنواع الحيوانية مثل الطيور كالبوم والباز .
يمكن لشجرة الغاف أن تنتج ما يقارب 50 % من حجمها ثمارا عندما يحين وقت الإثمار، حيث أن هذه البذور كانت تستخدم عند الأمريكيين في تحضير الطعام وكذلك الدقيق الحلو .
الشجرة نظرا لطولها الكبير يمكن أن تستخدم في التقليل ومواجهة التصحر الذي يضرب المدن والقرى القريبة من المناطق الصحراوية إثر غزو الرمال في بعض الأوقات من السنة عن طريق عمليات تشجير مكثفة، خاصة أن شكل أوراقها وكثافتها تساعد في جعل الشجرة مصدا قويا ضد الرمال والرياح القوية .
بعض أضرار البرسوبس أو شجر الغاف
الأشجار مثل جميع النباتات لها أوقات تثمر فيها وأوقات تزهر فيها كذلك، ويمكن أن تسبب الحساسية للأشخاص الذين يعانون من حساسية، أو مرضى الربو ضد حبوب الطلع. لذلك يجب معرفة مكان زراعة الشجرة بعيدا عن أماكن التجول بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، فلا يزرعونها بقرب منازلهم لأن العلاج الأول لمشكل الحساسية هو تجنب المسبب الرئيسي .
من بين المشاكل كذلك التي من الممكن أن تحدث وهي تضرر المجاري المائية تحت الأرض إذا كانت بالقرب من الشجرة، فكما قلنا سابقا عمق جذور شجر الغاف قد يصل إلى 50 مترا بسبب الارتفاع الكبير الذي قد تصل إليه الشجرة بعد سنوات، بالإضافة إلى قوة هذه الجذور في التوغل ما قد يسبب أضرار لم تمن في الحسبان. ضف إلى ذلك كون هذه الشجرة من النباتات الغازية التي تمتد بأشواكها على عدة أمتار قد تكون سببا في القضاء على الغطاء النباتي الطبيعي، وإحداث مشاكل كصعوبة التنقل بينها والصراعات على ملكية الأراضي بين المزارعين بعد غزو النبات لها .
وتبقى إتفاقيات الشراكة بين الدولة والجامعات ومراكز البحث العلمي في المجال الزراعي من المبادرات المهمة جدا، والتي بدأت تلجأ إليها العديد من الدول خاصة الإمارات، بهدف تحسين الإنتاج وبحث إمكانية زيادة قدرة البذور على تخزين المياه وإعطاء منتوج أكثر جودة مما يساعد في حفظ وتوفير مستقبل وهواء نقي للأجيال القادمة .
إرسال تعليق